لكلا منا واحته الخاصة به وسط صحراء حياتنا القاحلة والتي هي بمثابة دنيا مستقلة به يذهب إليها كلما اشتد جدب هذه الحياة ، ليستظل بأوراق أشجارها ويغتسل من همومه بمائها ويروى عطشه للسكينة , أو في أي حال احتاج فيه الإنسان أن يجد المكان الذي يمارس عليه فعل الحرية في التعبير عن ما يتراكم بداخله دون أي قيود ودون أن يراه احد ، فتصبح هذه الواحة مملكته التي يكون فيها الحاكم و المحكوم حيث يتوج قلبه وعقله على عرشها ليحكم فيها فكره وسلوكه ، مشاعره وإحساسه ، و كل ما يجول بخاطره ، و يتمنى كل ملك دائما أن تظل مملكته بعيدة عن عيون الآخرين البعيدين منهم والقريبين، ويحيا عليها بحرية تامة , يبكى أو يصرخ ، يضحك أو يقهقه ، او يحدث نفسه كالمجذوبين ، يفلسف حياته أو يتفها ، يسخر منها أو يرثي عليها، وفي النهاية هي عالمه الخاص جدا ، بكل أفراحه واتراحه ، أمنياته وإحباطا ته ، أحلامه وذكرياته , ولطالما اجتهدت في أخفاء هذه الواحة عن كل العيون وخاصة المتلصصة منها , وسعيت أن لا يعرف بها أحد فهي متنفسي الوحيد ، ولكنني تنتابني أحيانا الرغبة في مشاركة أحد لي هذا العالم ، يتفق أو يختلف معي ، أعجبه او لا اعجبه ليس هذا هو المهم ، ولكن الهدف هو الخروج إلى براح أوسع وافق اكبر من دنيانا التي ضاقت بمن فيها وضاقوا هم بيه , ليرى كلا منا انه لا يحيا بهذا العالم وحده وان لا يستعظم الإنسان ما يمر به فالدنيا اكبر مما نتخيل

السبت، 26 نوفمبر 2011

فراغ & وحدة ....... سؤال بلا جواب
ماأصعب أن يشعر الأنسان بالفراغ و يده ممتلئة بالعمل وأن يشعر بالوحدة وهو بين الكثيرين , كيف يكون لدينا الكثير لننجزه ونشعر بهذا الكم من الخواء و الملل و عدم الجدوي ؟!

كيف لنا ان نعايش الأخرين ويعايشوننا ونحن بالكاد نراهم , نتفاعل معهم ونحادثهم ولا تزيدنا أحاديثهم الا صمتا علي صمت , ووحدة فوق وحدة لتشعرانك تحيا عزلة افتراضية وسط زخم لا ينتهى , وحياة لا تتوقف ؟!  

الجمعة، 29 يوليو 2011

مناجاة
يا الله .. بقبس من نور وجهك الكريم , و فضلك العظيم , و رحمتك التى وسعت كل شئ يطل علينا شهر الخيرات والنفحات قريبا, يسير بنا قطار الأيام متجها اليه بسرعة البرق , وتمر ساعات اليوم والليلة و كأنها دقائق معدودات .

يا الله .. تتوق نفسي الى الوقوف بين يديك في شهرك و التوجه اليك فى لياليه , لأفرغ حمولتى وأبحث عن عفوك وأرجو مغفرتك ورضوانك , يارب طهر قلبي بنورك وأنس وحدتي بقربك .

يا الله .. نعلم علم اليقين أنك تظلنا برحمتك دائما بل لا نحيا ولا يحيا الكون من حولنا ألا بها , وتنتظر منا التضرع والدعاء و طلب المغفرة كل يوم وليلة , ولكن متاهات الحياة ودروبها ومتطلباتها لا حد لها ولا نهاية فنجد أنفسنا وقد أعييتنا الهموم وأثقلت كاهلنا الذنوب ثم يأتي شهر الصوم الذى هو واحة الشهور والأيام لنذهب اليك و نغتسل من الهموم والذنوب التى أعيت النفس وأظلمت الدرب .

يا الله .. أعلم أنى أعصيك ليس كبرا أو تعاليا مني ولكن ضعفا و غفلة و انت أعلم بمن خلقت لذا فقد رزقتنا شهر التوبة فيارب الكون لا تردنا خائبين ونحن نرجوك ولا محرومين من العفو ونحن ندعوك , اللهم أعنى على ذكرك وحسن عبادتك , اللهم أعنى على نفسي وعلى الدنيا ونقني من خطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .... آ مييييييين .
                                                

                                                  

الأربعاء، 27 يوليو 2011

حياتك من صنع أفكارك

سان سيمون  هو مفكر فرنسي درب خادمه علي أن يوقظه كل صباح قائلا له " أنهض سيدى الكونت فان أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية " فكان ينهض ممتلئا بالنشاط و الحيوية ومستشعرا بأهمية دوره بالحياة و جمالها , ورغم بساطة الفكرة و اعتقاد البعض بسطحيتها ألا أنى أعتقد انها مؤثرة أيما تأثير في شحن طاقات  الأنسان وجعله أكثرايجابيا وفاعلية , فعندما يشعر بأن له دورا هاما فى صناعة الحياة مهما صغر و أنه بفعله أيا كان حجمه سيحرك ساكنا و يبنى للغد فسوف يسعي بدأب ويجتهد لأعمار الأرض كما أراد له الله , فرب العزة لم يخلق الأنسان عبثا و لا الدنيا وجدت من عدم أو دربا من دروب الصدف و العشوائية و مهما امتلئت هذه الدنيا بالفوضى فقد اقامها الله لحكمة آلهية وللحياة عليها معني والموت معني و الفضيلة هدف وللألم رسالة وللنجاح والفشل تفسير  .
ويحيا تعيس من لايدرك ذلك ويغلق ابواب عقله و روحه و ينكفأ علي حاله ليحيا بحواسه  فقط ليأكل و يشرب و ينام لا يشغل باله غير هموم صغيرة و ظمأ لا يرتوي من الرغبات التافهة , ليس أروع من أن تعرف مهمتك في دنيا الخالق و تفجر طاقاتك لتشغل نفسك بما هو أنفع لك ولدينك ودنيالك و تكن أنت التغيير الذي تلريده للعالم , فأن لم نزد علي الدنيا فنحن زيادة عليها , اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا .

الثلاثاء، 26 يوليو 2011

و أحنا رحنا فيــــن


ليبرالييـــــن ... علمانييــــن ... سلفييــــن ... شيعييــــن ... أخوان مسلمييـــن ... فلولييــــن ... قبطييــــن ...ناصرييــــن ... بهائييــــن ... جهادييــــن ... ماسونييــــن ... شيوعييــــن ... صوفييــــن ... أئتلافييــــن ... أمال راحوا فين المصرييــــن .


                                    
انا فى انتظارك مليت

استيقظت من نومي فى منتصف الليل قلقة باحثة عن هاتفى الى جواري ومتسألة تري هل هاتفنى وانا نائمة ؟ هل ارسل رسالة لم انتبه لوصولها ؟ هل الشبكة خارج التغطية ؟
عندما لم أجد هذا ولا تلك ولا ذاك غضبت منه و قررت اننى بعد استيقاظي فى الصباح سأتصل به وأعاتبه بشدة , كيف يمر كل ذلك الوقت ولا يتصل بي ألا يعلم أنى انتظر مكالمة منه أو رسالة ؟ تري أيشتاق الى كما أشتاق اليه ؟ ألا يريد أن يطمئن علي كما أريد أن أطمئن عليه ولو حتي برسالة .
عندما أستيقظت فى الصباح نظرت مرة أخرى للهاتف لأجده كما تركته لا جديد , فأزداد غضبى وقمت من سريري و أنا قاطبة الجبين لأبحث عن رقمه فى سجل الهاتف لأحدثه واعرف اين هو ؟ و ماذا يفعل الأن ؟ ولماذا لم يتصل بى ؟ و لكننــــــــــــى ........ ولكننـــــــــى ....... لم اجد له رقما على هاتفى و لا حتي أسما , أنتبهت فجأة و تداركت الأمر , و تذكرت اننى لم أقابله بــــــــعد و لا أعرف له الى الأن أسما و لا رقما ولكننى فى أنتظاره و فى انتظار تلك المكالمة أو هذه الرسالة , لذا فقد ازداد عزمى ونيتي على أن أبثه لومى وغضبي و عتابى عندما أراه لتأخره , حقا أنا فى انتظارك مليت .
                                       

الثلاثاء، 26 أبريل 2011

قالت له  ... قال لها
قالت له      : لماذا اصبحت لا تقولى كلمة رقيقة كما في السابق؟ اية كلمة حـ’لوة تروى بها ظمأ أذني و مشاعري .
قال لها      : لا أجيد ذلك وليس لدي وقت له , يجب أن يصلك ما بداخلي بدون كلام ليس عندي وقت له .
قالت له     : ولكن المرأة زهرة ترويها كلمة عذبة واحساس دافئ , لا أطلب قصائد شعرو هيام ولا أحلم بشموع ونجوم وليالي رومانسية و لكني احتاج لكلمة صغيرة و نظرة احتواء لن تستغرق أكثر من لحظات فتزدهر أوراقى وترتوي مشاعري .
قال لها     : لسنا مراهقين ولدينا ما هو أهم من مجرد الكلمات والنظرات , ليس هذا أوانها.
قالت له     : اشعر أنك أصبحت كهلا و أنى أمرأة عجوز تجلس الى زوجها فى ليالى الشتاء الباردة لا يدفئهما غطاءا صوفي أو كوب شاي ساخن , أننا في ربيع العمر يا زوجي العزيز فمتي يكون الأوان أن لم يكن الأن .
قال لها     : أنها دوامة الحياة والصراع من أجل الغد .
قالت له    : و اليـــــــوم , أين نحن من اليوم .
قال لها    : يا زوجتي ألا تعيشيـــن معى واقعنـا ؟ الا تــرين ظروف الحياة ومتطلباتها ؟ أنت تعلمين جيدا أن الحياة أصبحت مارثون مستمر من يتوقف أوحتي يبطئ لن يجد له مكان قدم على هذه الأرض .
قالت له    : أليس هذا أدعي بأن تهون علي و أهون عليك قسوة هذه الحياة وجفاف أيامها , ألا يجعلنا هذا الواقع أحوج الي بعض الأوقات لنلتقط بها أنفاسنا و نثلج صدرونا لتعينني وأعينك علي رحلتنا .
قال لها    : يبدو انه لا فائدة من كلامي معك , لن استطيع أن اوقظك من أحلامك الرومانسية في عصر ألغيت فيه هذه الكلمة و لو انى أعتقد انها لم تكن موجودة على هذه الأرض ألا فى الروايات وعالم الخيال , بدأت حقا أخاف عليك .

قالت ولكن هذه المرة في سرها حقا يجب أن تخاف فأنا أري في عين الأخرين ما لا أراه في عينك وأسمع منهم ما تبخل أنت علي به

الأحد، 24 أبريل 2011

جنـــــاحاتك  ...  جنــــاحاتك

" جناحاتك ... جناحاتك أن صنتي صانت وأن هنتي هانت " هذه جملة قالتها صديقة البطلة لها في رواية "دارية "  للكاتبة سحر الموجي , أعارتنى هذه الرواية صديقتى الجميلة منذعدة شهور ورغم مضى وقت طويل ألا ان هذه الجملة علقت بذهني بشدة وأثرت في و أصبحت أرددها كثيرا لنفسي .

دارية هي اسم على غير مسمي رغم أنها كانت تعرف مغزي اختيار ابيها لهذا الأسم ألا أنها لم تكن كذلك و لم تعمل به ليس لضعف ثقافتها أوانعزالها عن العالم , و لكن لأنشغالها بأمور الحياة اليومية ومتطلباتها التى ألقيت علي كاهلها , حتي هذه الأشياء اقنعها من حولها و أولهم زوجها أنها أكبر من قدراتها و طاقاتها المحدودة ولا تقوم بها كما يجب فشعرت دائما بالتقصيروحاولت بذل المزيد من الجهد دون الحصول على الحد الادني من رضاهم فأصبحت فى النهاية لا تقصر الا في حق نفسها , وأقتنعت بأنها عصفور كناريا ملون لا يقوي على الطيران خارج حدود قفصه , ولطالما حاولت صديقتها المقربة بأقناعها بغير ذلك وتذكيرها بفنها و موهبتها وثقافتها أنهما جناحتها التي ستساعدها علي التحليق من جديد , أما دارية فظلت مستسلمة و قانعة بقدرها داخل قفصها غيرراضية لكن مستسلمة , الى أن تضيق بهذه الحياة وتقررالتمرد عليها فتترك بيتها وزوجها وأولادها عائدة الي بيت ابيها ثم تسافربعد ذلك بعيدا ، لم تخرج دارية من قفصها فقط ولكنها حلقت الي الفضاء الواسع باحثة عن حريتها المنشودة ثم قابلت طائرا أخر هائما فى سماء الحرية أعتقدت أنه فارسها الذى طالما حلمت به فحلقا معا الى حدود الشمس غير عابئيين بأهل الأرض وقيمهم وقواعدهم , فنست دارية أن لكل طائر مهما كانت قوة أجنحته فلك يجب أن لا يتخطاه فاحترقت بلهيب الشمس التي اقتربت منها أكثر مما يجب .

أنها سنة الله فى كونه لك مخلوق حدود وقواعد ومنهج يسيرعليه ويطيرداخل فلكه دون ان يتخلي عن حريته ولكن فى حدود هذا الفلك , فلاتوجد حرية مطلقة ولا سجن مطبق , ولكن دارية سارت في حياتها الجديدة عكس اتجاه حياتها السابقة بكل قيمها وقواعد فكما تقول القاعدة الفيزيائية " لكل فعل رد فعل مساوي له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه "

يثير هذا بداخلي تساؤل مهم هل ما تنطبق هذه القاعدة على بنى البشر , أن الأنسان عندما يخرج من تجاربه بنتائج سواء كانت ايجابية أو سلبية تتحول الي أفكار و معتقدات راسخة تؤثر فى سلوكه ومنهجه وحياته كلها ليسير بعكس الاتجاه فتصبح خطواته التالية نتاج لحظة ألم أو هزيمة أو حتى نجاح , هل هى خبرات حياتية حقيقية أم أنها لا تزيد عن كونها ردود أفعال عاطفية , عن نفسي فأن أفكاري التي أعتقد فيها من صنع تجاربي الصغيرة التى مررت وأمر بها دائما وتجاربي هى التي تصنع خبرتي , ولا انكر بهذا ما تربيت عليه من قيم ولكنها هى ايضا من شكلت تجاربي و مواقفى فيها , فى النهاية أيا ما كانت الاجاية علي هذه التساؤلات أو سواء أتفقت مع دارية أو أختلفت معها فأنا لازلت معجبة بنصيحة صديقتها " جناحاتك ... جناحاتك أن صنتي صانت و أن هنتى هانت "

الأحد، 3 أبريل 2011

خسارة

خسارة بطـــــــعم المــــــرارة والفشــــــــل
خسارة من قلبي الحيران وبدون خجــــــل
خسارة من عقلي اللي صدق ونسي الجدل
خسارة لأيـــام الحـــــلم و سنـــــين الامـــل 
خسارة ال................................
لأ كفاية كده محدش يستاهل الزعــــــــل

الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

غيبوبة

اعلم  اننى لم املك الفرصة لالتقاط انفاسي منذ زمن طويل ، ولا اشعربمرور الوقت فالعمل وصخب الحياة وانتظاري للرجل الصح الذى لم اقابله بعد كلها اشياء تجعلنى أتناسي الزمن ولا اشعر به , لذا فقد صدمنى زميل الدراسة  الذى قابلته صدفة بعملي الجديد ليصبح زميلي مرة أخري عندما تحدثنا عن سنوات الدراسة وعندما ذكرته ببعض  تجاربنا فى العام الاول وبعض اساتذتنا  , لم يتذكر الكثير وقال لقد مر على ذلك سنوات كثيرة  فكيف اتذكر أشياء حدثت من 10أ و 12 سنة  , فزعنى كلامه وارقامه  ، أعلم اننى دفعة 2002 ولكن هل مرت فعل كل هذه السنوات متى ؟ وكيف لم اشعر بها , اتذكر ايام الجامعة بكل تفاصيلها وأحداثها  وهذا ما  أثار دهشة زميلي  اشعر انها قريبة جدا ، رغم انه تفوتنى كثير من الاحداث القريبة  ولكننى اكتشفت اننى لا استقبلها بكامل تركيزى الذى كنت عليه فى السابق, فأنا دائما لاهثة متعجلة حتي الطعام اشعر انني آكل وانا مقطوعة النفس غير مستمتعة بأي مذاق .
اعتقد ان الانسان دائما هو من يفعل بنفسه ذلك عندما يخرج من دوامة الى اخري فى انتظار الغد الطيب فالسعادة ليست ممكنة اليوم ولكنها ستأتي غدا دائما السعادة مؤجله, عندما أدخل الجامعة ، عندما أتخرج ، عندما اعمل بالوظيفة التي اتمناها ، عندما أرتبط ، عندما أنجب ، عندما يكبر أولادي  , عندما وعندما وعندما.................. وهكذا دوامة تلوالأخرى ، غيبوبة لا تسمح لنا  بالأستمتاع بحاضرنا و التأمل فيه فتفاجأنا السنوات  دون ان نشعر بها ، ربي أعنى على دوامات الحياة التى ندخلها  بأختيارنا  ولا تجعلها تسرق أيامي