لكلا منا واحته الخاصة به وسط صحراء حياتنا القاحلة والتي هي بمثابة دنيا مستقلة به يذهب إليها كلما اشتد جدب هذه الحياة ، ليستظل بأوراق أشجارها ويغتسل من همومه بمائها ويروى عطشه للسكينة , أو في أي حال احتاج فيه الإنسان أن يجد المكان الذي يمارس عليه فعل الحرية في التعبير عن ما يتراكم بداخله دون أي قيود ودون أن يراه احد ، فتصبح هذه الواحة مملكته التي يكون فيها الحاكم و المحكوم حيث يتوج قلبه وعقله على عرشها ليحكم فيها فكره وسلوكه ، مشاعره وإحساسه ، و كل ما يجول بخاطره ، و يتمنى كل ملك دائما أن تظل مملكته بعيدة عن عيون الآخرين البعيدين منهم والقريبين، ويحيا عليها بحرية تامة , يبكى أو يصرخ ، يضحك أو يقهقه ، او يحدث نفسه كالمجذوبين ، يفلسف حياته أو يتفها ، يسخر منها أو يرثي عليها، وفي النهاية هي عالمه الخاص جدا ، بكل أفراحه واتراحه ، أمنياته وإحباطا ته ، أحلامه وذكرياته , ولطالما اجتهدت في أخفاء هذه الواحة عن كل العيون وخاصة المتلصصة منها , وسعيت أن لا يعرف بها أحد فهي متنفسي الوحيد ، ولكنني تنتابني أحيانا الرغبة في مشاركة أحد لي هذا العالم ، يتفق أو يختلف معي ، أعجبه او لا اعجبه ليس هذا هو المهم ، ولكن الهدف هو الخروج إلى براح أوسع وافق اكبر من دنيانا التي ضاقت بمن فيها وضاقوا هم بيه , ليرى كلا منا انه لا يحيا بهذا العالم وحده وان لا يستعظم الإنسان ما يمر به فالدنيا اكبر مما نتخيل

الجمعة، 29 يوليو 2011

مناجاة
يا الله .. بقبس من نور وجهك الكريم , و فضلك العظيم , و رحمتك التى وسعت كل شئ يطل علينا شهر الخيرات والنفحات قريبا, يسير بنا قطار الأيام متجها اليه بسرعة البرق , وتمر ساعات اليوم والليلة و كأنها دقائق معدودات .

يا الله .. تتوق نفسي الى الوقوف بين يديك في شهرك و التوجه اليك فى لياليه , لأفرغ حمولتى وأبحث عن عفوك وأرجو مغفرتك ورضوانك , يارب طهر قلبي بنورك وأنس وحدتي بقربك .

يا الله .. نعلم علم اليقين أنك تظلنا برحمتك دائما بل لا نحيا ولا يحيا الكون من حولنا ألا بها , وتنتظر منا التضرع والدعاء و طلب المغفرة كل يوم وليلة , ولكن متاهات الحياة ودروبها ومتطلباتها لا حد لها ولا نهاية فنجد أنفسنا وقد أعييتنا الهموم وأثقلت كاهلنا الذنوب ثم يأتي شهر الصوم الذى هو واحة الشهور والأيام لنذهب اليك و نغتسل من الهموم والذنوب التى أعيت النفس وأظلمت الدرب .

يا الله .. أعلم أنى أعصيك ليس كبرا أو تعاليا مني ولكن ضعفا و غفلة و انت أعلم بمن خلقت لذا فقد رزقتنا شهر التوبة فيارب الكون لا تردنا خائبين ونحن نرجوك ولا محرومين من العفو ونحن ندعوك , اللهم أعنى على ذكرك وحسن عبادتك , اللهم أعنى على نفسي وعلى الدنيا ونقني من خطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .... آ مييييييين .
                                                

                                                  

الأربعاء، 27 يوليو 2011

حياتك من صنع أفكارك

سان سيمون  هو مفكر فرنسي درب خادمه علي أن يوقظه كل صباح قائلا له " أنهض سيدى الكونت فان أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية " فكان ينهض ممتلئا بالنشاط و الحيوية ومستشعرا بأهمية دوره بالحياة و جمالها , ورغم بساطة الفكرة و اعتقاد البعض بسطحيتها ألا أنى أعتقد انها مؤثرة أيما تأثير في شحن طاقات  الأنسان وجعله أكثرايجابيا وفاعلية , فعندما يشعر بأن له دورا هاما فى صناعة الحياة مهما صغر و أنه بفعله أيا كان حجمه سيحرك ساكنا و يبنى للغد فسوف يسعي بدأب ويجتهد لأعمار الأرض كما أراد له الله , فرب العزة لم يخلق الأنسان عبثا و لا الدنيا وجدت من عدم أو دربا من دروب الصدف و العشوائية و مهما امتلئت هذه الدنيا بالفوضى فقد اقامها الله لحكمة آلهية وللحياة عليها معني والموت معني و الفضيلة هدف وللألم رسالة وللنجاح والفشل تفسير  .
ويحيا تعيس من لايدرك ذلك ويغلق ابواب عقله و روحه و ينكفأ علي حاله ليحيا بحواسه  فقط ليأكل و يشرب و ينام لا يشغل باله غير هموم صغيرة و ظمأ لا يرتوي من الرغبات التافهة , ليس أروع من أن تعرف مهمتك في دنيا الخالق و تفجر طاقاتك لتشغل نفسك بما هو أنفع لك ولدينك ودنيالك و تكن أنت التغيير الذي تلريده للعالم , فأن لم نزد علي الدنيا فنحن زيادة عليها , اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا .

الثلاثاء، 26 يوليو 2011

و أحنا رحنا فيــــن


ليبرالييـــــن ... علمانييــــن ... سلفييــــن ... شيعييــــن ... أخوان مسلمييـــن ... فلولييــــن ... قبطييــــن ...ناصرييــــن ... بهائييــــن ... جهادييــــن ... ماسونييــــن ... شيوعييــــن ... صوفييــــن ... أئتلافييــــن ... أمال راحوا فين المصرييــــن .


                                    
انا فى انتظارك مليت

استيقظت من نومي فى منتصف الليل قلقة باحثة عن هاتفى الى جواري ومتسألة تري هل هاتفنى وانا نائمة ؟ هل ارسل رسالة لم انتبه لوصولها ؟ هل الشبكة خارج التغطية ؟
عندما لم أجد هذا ولا تلك ولا ذاك غضبت منه و قررت اننى بعد استيقاظي فى الصباح سأتصل به وأعاتبه بشدة , كيف يمر كل ذلك الوقت ولا يتصل بي ألا يعلم أنى انتظر مكالمة منه أو رسالة ؟ تري أيشتاق الى كما أشتاق اليه ؟ ألا يريد أن يطمئن علي كما أريد أن أطمئن عليه ولو حتي برسالة .
عندما أستيقظت فى الصباح نظرت مرة أخرى للهاتف لأجده كما تركته لا جديد , فأزداد غضبى وقمت من سريري و أنا قاطبة الجبين لأبحث عن رقمه فى سجل الهاتف لأحدثه واعرف اين هو ؟ و ماذا يفعل الأن ؟ ولماذا لم يتصل بى ؟ و لكننــــــــــــى ........ ولكننـــــــــى ....... لم اجد له رقما على هاتفى و لا حتي أسما , أنتبهت فجأة و تداركت الأمر , و تذكرت اننى لم أقابله بــــــــعد و لا أعرف له الى الأن أسما و لا رقما ولكننى فى أنتظاره و فى انتظار تلك المكالمة أو هذه الرسالة , لذا فقد ازداد عزمى ونيتي على أن أبثه لومى وغضبي و عتابى عندما أراه لتأخره , حقا أنا فى انتظارك مليت .