لكلا منا واحته الخاصة به وسط صحراء حياتنا القاحلة والتي هي بمثابة دنيا مستقلة به يذهب إليها كلما اشتد جدب هذه الحياة ، ليستظل بأوراق أشجارها ويغتسل من همومه بمائها ويروى عطشه للسكينة , أو في أي حال احتاج فيه الإنسان أن يجد المكان الذي يمارس عليه فعل الحرية في التعبير عن ما يتراكم بداخله دون أي قيود ودون أن يراه احد ، فتصبح هذه الواحة مملكته التي يكون فيها الحاكم و المحكوم حيث يتوج قلبه وعقله على عرشها ليحكم فيها فكره وسلوكه ، مشاعره وإحساسه ، و كل ما يجول بخاطره ، و يتمنى كل ملك دائما أن تظل مملكته بعيدة عن عيون الآخرين البعيدين منهم والقريبين، ويحيا عليها بحرية تامة , يبكى أو يصرخ ، يضحك أو يقهقه ، او يحدث نفسه كالمجذوبين ، يفلسف حياته أو يتفها ، يسخر منها أو يرثي عليها، وفي النهاية هي عالمه الخاص جدا ، بكل أفراحه واتراحه ، أمنياته وإحباطا ته ، أحلامه وذكرياته , ولطالما اجتهدت في أخفاء هذه الواحة عن كل العيون وخاصة المتلصصة منها , وسعيت أن لا يعرف بها أحد فهي متنفسي الوحيد ، ولكنني تنتابني أحيانا الرغبة في مشاركة أحد لي هذا العالم ، يتفق أو يختلف معي ، أعجبه او لا اعجبه ليس هذا هو المهم ، ولكن الهدف هو الخروج إلى براح أوسع وافق اكبر من دنيانا التي ضاقت بمن فيها وضاقوا هم بيه , ليرى كلا منا انه لا يحيا بهذا العالم وحده وان لا يستعظم الإنسان ما يمر به فالدنيا اكبر مما نتخيل

الثلاثاء، 26 أبريل 2011

قالت له  ... قال لها
قالت له      : لماذا اصبحت لا تقولى كلمة رقيقة كما في السابق؟ اية كلمة حـ’لوة تروى بها ظمأ أذني و مشاعري .
قال لها      : لا أجيد ذلك وليس لدي وقت له , يجب أن يصلك ما بداخلي بدون كلام ليس عندي وقت له .
قالت له     : ولكن المرأة زهرة ترويها كلمة عذبة واحساس دافئ , لا أطلب قصائد شعرو هيام ولا أحلم بشموع ونجوم وليالي رومانسية و لكني احتاج لكلمة صغيرة و نظرة احتواء لن تستغرق أكثر من لحظات فتزدهر أوراقى وترتوي مشاعري .
قال لها     : لسنا مراهقين ولدينا ما هو أهم من مجرد الكلمات والنظرات , ليس هذا أوانها.
قالت له     : اشعر أنك أصبحت كهلا و أنى أمرأة عجوز تجلس الى زوجها فى ليالى الشتاء الباردة لا يدفئهما غطاءا صوفي أو كوب شاي ساخن , أننا في ربيع العمر يا زوجي العزيز فمتي يكون الأوان أن لم يكن الأن .
قال لها     : أنها دوامة الحياة والصراع من أجل الغد .
قالت له    : و اليـــــــوم , أين نحن من اليوم .
قال لها    : يا زوجتي ألا تعيشيـــن معى واقعنـا ؟ الا تــرين ظروف الحياة ومتطلباتها ؟ أنت تعلمين جيدا أن الحياة أصبحت مارثون مستمر من يتوقف أوحتي يبطئ لن يجد له مكان قدم على هذه الأرض .
قالت له    : أليس هذا أدعي بأن تهون علي و أهون عليك قسوة هذه الحياة وجفاف أيامها , ألا يجعلنا هذا الواقع أحوج الي بعض الأوقات لنلتقط بها أنفاسنا و نثلج صدرونا لتعينني وأعينك علي رحلتنا .
قال لها    : يبدو انه لا فائدة من كلامي معك , لن استطيع أن اوقظك من أحلامك الرومانسية في عصر ألغيت فيه هذه الكلمة و لو انى أعتقد انها لم تكن موجودة على هذه الأرض ألا فى الروايات وعالم الخيال , بدأت حقا أخاف عليك .

قالت ولكن هذه المرة في سرها حقا يجب أن تخاف فأنا أري في عين الأخرين ما لا أراه في عينك وأسمع منهم ما تبخل أنت علي به

الأحد، 24 أبريل 2011

جنـــــاحاتك  ...  جنــــاحاتك

" جناحاتك ... جناحاتك أن صنتي صانت وأن هنتي هانت " هذه جملة قالتها صديقة البطلة لها في رواية "دارية "  للكاتبة سحر الموجي , أعارتنى هذه الرواية صديقتى الجميلة منذعدة شهور ورغم مضى وقت طويل ألا ان هذه الجملة علقت بذهني بشدة وأثرت في و أصبحت أرددها كثيرا لنفسي .

دارية هي اسم على غير مسمي رغم أنها كانت تعرف مغزي اختيار ابيها لهذا الأسم ألا أنها لم تكن كذلك و لم تعمل به ليس لضعف ثقافتها أوانعزالها عن العالم , و لكن لأنشغالها بأمور الحياة اليومية ومتطلباتها التى ألقيت علي كاهلها , حتي هذه الأشياء اقنعها من حولها و أولهم زوجها أنها أكبر من قدراتها و طاقاتها المحدودة ولا تقوم بها كما يجب فشعرت دائما بالتقصيروحاولت بذل المزيد من الجهد دون الحصول على الحد الادني من رضاهم فأصبحت فى النهاية لا تقصر الا في حق نفسها , وأقتنعت بأنها عصفور كناريا ملون لا يقوي على الطيران خارج حدود قفصه , ولطالما حاولت صديقتها المقربة بأقناعها بغير ذلك وتذكيرها بفنها و موهبتها وثقافتها أنهما جناحتها التي ستساعدها علي التحليق من جديد , أما دارية فظلت مستسلمة و قانعة بقدرها داخل قفصها غيرراضية لكن مستسلمة , الى أن تضيق بهذه الحياة وتقررالتمرد عليها فتترك بيتها وزوجها وأولادها عائدة الي بيت ابيها ثم تسافربعد ذلك بعيدا ، لم تخرج دارية من قفصها فقط ولكنها حلقت الي الفضاء الواسع باحثة عن حريتها المنشودة ثم قابلت طائرا أخر هائما فى سماء الحرية أعتقدت أنه فارسها الذى طالما حلمت به فحلقا معا الى حدود الشمس غير عابئيين بأهل الأرض وقيمهم وقواعدهم , فنست دارية أن لكل طائر مهما كانت قوة أجنحته فلك يجب أن لا يتخطاه فاحترقت بلهيب الشمس التي اقتربت منها أكثر مما يجب .

أنها سنة الله فى كونه لك مخلوق حدود وقواعد ومنهج يسيرعليه ويطيرداخل فلكه دون ان يتخلي عن حريته ولكن فى حدود هذا الفلك , فلاتوجد حرية مطلقة ولا سجن مطبق , ولكن دارية سارت في حياتها الجديدة عكس اتجاه حياتها السابقة بكل قيمها وقواعد فكما تقول القاعدة الفيزيائية " لكل فعل رد فعل مساوي له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه "

يثير هذا بداخلي تساؤل مهم هل ما تنطبق هذه القاعدة على بنى البشر , أن الأنسان عندما يخرج من تجاربه بنتائج سواء كانت ايجابية أو سلبية تتحول الي أفكار و معتقدات راسخة تؤثر فى سلوكه ومنهجه وحياته كلها ليسير بعكس الاتجاه فتصبح خطواته التالية نتاج لحظة ألم أو هزيمة أو حتى نجاح , هل هى خبرات حياتية حقيقية أم أنها لا تزيد عن كونها ردود أفعال عاطفية , عن نفسي فأن أفكاري التي أعتقد فيها من صنع تجاربي الصغيرة التى مررت وأمر بها دائما وتجاربي هى التي تصنع خبرتي , ولا انكر بهذا ما تربيت عليه من قيم ولكنها هى ايضا من شكلت تجاربي و مواقفى فيها , فى النهاية أيا ما كانت الاجاية علي هذه التساؤلات أو سواء أتفقت مع دارية أو أختلفت معها فأنا لازلت معجبة بنصيحة صديقتها " جناحاتك ... جناحاتك أن صنتي صانت و أن هنتى هانت "

الأحد، 3 أبريل 2011

خسارة

خسارة بطـــــــعم المــــــرارة والفشــــــــل
خسارة من قلبي الحيران وبدون خجــــــل
خسارة من عقلي اللي صدق ونسي الجدل
خسارة لأيـــام الحـــــلم و سنـــــين الامـــل 
خسارة ال................................
لأ كفاية كده محدش يستاهل الزعــــــــل