اعلم اننى لم املك الفرصة لالتقاط انفاسي منذ زمن طويل ، ولا اشعربمرور الوقت فالعمل وصخب الحياة وانتظاري للرجل الصح الذى لم اقابله بعد كلها اشياء تجعلنى أتناسي الزمن ولا اشعر به , لذا فقد صدمنى زميل الدراسة الذى قابلته صدفة بعملي الجديد ليصبح زميلي مرة أخري عندما تحدثنا عن سنوات الدراسة وعندما ذكرته ببعض تجاربنا فى العام الاول وبعض اساتذتنا , لم يتذكر الكثير وقال لقد مر على ذلك سنوات كثيرة فكيف اتذكر أشياء حدثت من 10أ و 12 سنة , فزعنى كلامه وارقامه ، أعلم اننى دفعة 2002 ولكن هل مرت فعل كل هذه السنوات متى ؟ وكيف لم اشعر بها , اتذكر ايام الجامعة بكل تفاصيلها وأحداثها وهذا ما أثار دهشة زميلي اشعر انها قريبة جدا ، رغم انه تفوتنى كثير من الاحداث القريبة ولكننى اكتشفت اننى لا استقبلها بكامل تركيزى الذى كنت عليه فى السابق, فأنا دائما لاهثة متعجلة حتي الطعام اشعر انني آكل وانا مقطوعة النفس غير مستمتعة بأي مذاق .
اعتقد ان الانسان دائما هو من يفعل بنفسه ذلك عندما يخرج من دوامة الى اخري فى انتظار الغد الطيب فالسعادة ليست ممكنة اليوم ولكنها ستأتي غدا دائما السعادة مؤجله, عندما أدخل الجامعة ، عندما أتخرج ، عندما اعمل بالوظيفة التي اتمناها ، عندما أرتبط ، عندما أنجب ، عندما يكبر أولادي , عندما وعندما وعندما.................. وهكذا دوامة تلوالأخرى ، غيبوبة لا تسمح لنا بالأستمتاع بحاضرنا و التأمل فيه فتفاجأنا السنوات دون ان نشعر بها ، ربي أعنى على دوامات الحياة التى ندخلها بأختيارنا ولا تجعلها تسرق أيامي