لكلا منا واحته الخاصة به وسط صحراء حياتنا القاحلة والتي هي بمثابة دنيا مستقلة به يذهب إليها كلما اشتد جدب هذه الحياة ، ليستظل بأوراق أشجارها ويغتسل من همومه بمائها ويروى عطشه للسكينة , أو في أي حال احتاج فيه الإنسان أن يجد المكان الذي يمارس عليه فعل الحرية في التعبير عن ما يتراكم بداخله دون أي قيود ودون أن يراه احد ، فتصبح هذه الواحة مملكته التي يكون فيها الحاكم و المحكوم حيث يتوج قلبه وعقله على عرشها ليحكم فيها فكره وسلوكه ، مشاعره وإحساسه ، و كل ما يجول بخاطره ، و يتمنى كل ملك دائما أن تظل مملكته بعيدة عن عيون الآخرين البعيدين منهم والقريبين، ويحيا عليها بحرية تامة , يبكى أو يصرخ ، يضحك أو يقهقه ، او يحدث نفسه كالمجذوبين ، يفلسف حياته أو يتفها ، يسخر منها أو يرثي عليها، وفي النهاية هي عالمه الخاص جدا ، بكل أفراحه واتراحه ، أمنياته وإحباطا ته ، أحلامه وذكرياته , ولطالما اجتهدت في أخفاء هذه الواحة عن كل العيون وخاصة المتلصصة منها , وسعيت أن لا يعرف بها أحد فهي متنفسي الوحيد ، ولكنني تنتابني أحيانا الرغبة في مشاركة أحد لي هذا العالم ، يتفق أو يختلف معي ، أعجبه او لا اعجبه ليس هذا هو المهم ، ولكن الهدف هو الخروج إلى براح أوسع وافق اكبر من دنيانا التي ضاقت بمن فيها وضاقوا هم بيه , ليرى كلا منا انه لا يحيا بهذا العالم وحده وان لا يستعظم الإنسان ما يمر به فالدنيا اكبر مما نتخيل

الثلاثاء، 26 يوليو 2011

انا فى انتظارك مليت

استيقظت من نومي فى منتصف الليل قلقة باحثة عن هاتفى الى جواري ومتسألة تري هل هاتفنى وانا نائمة ؟ هل ارسل رسالة لم انتبه لوصولها ؟ هل الشبكة خارج التغطية ؟
عندما لم أجد هذا ولا تلك ولا ذاك غضبت منه و قررت اننى بعد استيقاظي فى الصباح سأتصل به وأعاتبه بشدة , كيف يمر كل ذلك الوقت ولا يتصل بي ألا يعلم أنى انتظر مكالمة منه أو رسالة ؟ تري أيشتاق الى كما أشتاق اليه ؟ ألا يريد أن يطمئن علي كما أريد أن أطمئن عليه ولو حتي برسالة .
عندما أستيقظت فى الصباح نظرت مرة أخرى للهاتف لأجده كما تركته لا جديد , فأزداد غضبى وقمت من سريري و أنا قاطبة الجبين لأبحث عن رقمه فى سجل الهاتف لأحدثه واعرف اين هو ؟ و ماذا يفعل الأن ؟ ولماذا لم يتصل بى ؟ و لكننــــــــــــى ........ ولكننـــــــــى ....... لم اجد له رقما على هاتفى و لا حتي أسما , أنتبهت فجأة و تداركت الأمر , و تذكرت اننى لم أقابله بــــــــعد و لا أعرف له الى الأن أسما و لا رقما ولكننى فى أنتظاره و فى انتظار تلك المكالمة أو هذه الرسالة , لذا فقد ازداد عزمى ونيتي على أن أبثه لومى وغضبي و عتابى عندما أراه لتأخره , حقا أنا فى انتظارك مليت .
                                       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق