لكلا منا واحته الخاصة به وسط صحراء حياتنا القاحلة والتي هي بمثابة دنيا مستقلة به يذهب إليها كلما اشتد جدب هذه الحياة ، ليستظل بأوراق أشجارها ويغتسل من همومه بمائها ويروى عطشه للسكينة , أو في أي حال احتاج فيه الإنسان أن يجد المكان الذي يمارس عليه فعل الحرية في التعبير عن ما يتراكم بداخله دون أي قيود ودون أن يراه احد ، فتصبح هذه الواحة مملكته التي يكون فيها الحاكم و المحكوم حيث يتوج قلبه وعقله على عرشها ليحكم فيها فكره وسلوكه ، مشاعره وإحساسه ، و كل ما يجول بخاطره ، و يتمنى كل ملك دائما أن تظل مملكته بعيدة عن عيون الآخرين البعيدين منهم والقريبين، ويحيا عليها بحرية تامة , يبكى أو يصرخ ، يضحك أو يقهقه ، او يحدث نفسه كالمجذوبين ، يفلسف حياته أو يتفها ، يسخر منها أو يرثي عليها، وفي النهاية هي عالمه الخاص جدا ، بكل أفراحه واتراحه ، أمنياته وإحباطا ته ، أحلامه وذكرياته , ولطالما اجتهدت في أخفاء هذه الواحة عن كل العيون وخاصة المتلصصة منها , وسعيت أن لا يعرف بها أحد فهي متنفسي الوحيد ، ولكنني تنتابني أحيانا الرغبة في مشاركة أحد لي هذا العالم ، يتفق أو يختلف معي ، أعجبه او لا اعجبه ليس هذا هو المهم ، ولكن الهدف هو الخروج إلى براح أوسع وافق اكبر من دنيانا التي ضاقت بمن فيها وضاقوا هم بيه , ليرى كلا منا انه لا يحيا بهذا العالم وحده وان لا يستعظم الإنسان ما يمر به فالدنيا اكبر مما نتخيل

الأربعاء، 27 يوليو 2011

حياتك من صنع أفكارك

سان سيمون  هو مفكر فرنسي درب خادمه علي أن يوقظه كل صباح قائلا له " أنهض سيدى الكونت فان أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية " فكان ينهض ممتلئا بالنشاط و الحيوية ومستشعرا بأهمية دوره بالحياة و جمالها , ورغم بساطة الفكرة و اعتقاد البعض بسطحيتها ألا أنى أعتقد انها مؤثرة أيما تأثير في شحن طاقات  الأنسان وجعله أكثرايجابيا وفاعلية , فعندما يشعر بأن له دورا هاما فى صناعة الحياة مهما صغر و أنه بفعله أيا كان حجمه سيحرك ساكنا و يبنى للغد فسوف يسعي بدأب ويجتهد لأعمار الأرض كما أراد له الله , فرب العزة لم يخلق الأنسان عبثا و لا الدنيا وجدت من عدم أو دربا من دروب الصدف و العشوائية و مهما امتلئت هذه الدنيا بالفوضى فقد اقامها الله لحكمة آلهية وللحياة عليها معني والموت معني و الفضيلة هدف وللألم رسالة وللنجاح والفشل تفسير  .
ويحيا تعيس من لايدرك ذلك ويغلق ابواب عقله و روحه و ينكفأ علي حاله ليحيا بحواسه  فقط ليأكل و يشرب و ينام لا يشغل باله غير هموم صغيرة و ظمأ لا يرتوي من الرغبات التافهة , ليس أروع من أن تعرف مهمتك في دنيا الخالق و تفجر طاقاتك لتشغل نفسك بما هو أنفع لك ولدينك ودنيالك و تكن أنت التغيير الذي تلريده للعالم , فأن لم نزد علي الدنيا فنحن زيادة عليها , اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق