لكلا منا واحته الخاصة به وسط صحراء حياتنا القاحلة والتي هي بمثابة دنيا مستقلة به يذهب إليها كلما اشتد جدب هذه الحياة ، ليستظل بأوراق أشجارها ويغتسل من همومه بمائها ويروى عطشه للسكينة , أو في أي حال احتاج فيه الإنسان أن يجد المكان الذي يمارس عليه فعل الحرية في التعبير عن ما يتراكم بداخله دون أي قيود ودون أن يراه احد ، فتصبح هذه الواحة مملكته التي يكون فيها الحاكم و المحكوم حيث يتوج قلبه وعقله على عرشها ليحكم فيها فكره وسلوكه ، مشاعره وإحساسه ، و كل ما يجول بخاطره ، و يتمنى كل ملك دائما أن تظل مملكته بعيدة عن عيون الآخرين البعيدين منهم والقريبين، ويحيا عليها بحرية تامة , يبكى أو يصرخ ، يضحك أو يقهقه ، او يحدث نفسه كالمجذوبين ، يفلسف حياته أو يتفها ، يسخر منها أو يرثي عليها، وفي النهاية هي عالمه الخاص جدا ، بكل أفراحه واتراحه ، أمنياته وإحباطا ته ، أحلامه وذكرياته , ولطالما اجتهدت في أخفاء هذه الواحة عن كل العيون وخاصة المتلصصة منها , وسعيت أن لا يعرف بها أحد فهي متنفسي الوحيد ، ولكنني تنتابني أحيانا الرغبة في مشاركة أحد لي هذا العالم ، يتفق أو يختلف معي ، أعجبه او لا اعجبه ليس هذا هو المهم ، ولكن الهدف هو الخروج إلى براح أوسع وافق اكبر من دنيانا التي ضاقت بمن فيها وضاقوا هم بيه , ليرى كلا منا انه لا يحيا بهذا العالم وحده وان لا يستعظم الإنسان ما يمر به فالدنيا اكبر مما نتخيل

الجمعة، 29 أكتوبر 2010

صدفة سنترالية

لم اكنب او اسجل أي شئ علي المدونة منذ فترة طويلة و كنت اعتقد عند البدء فى عمل هذه المدونة انها ستصبح من أكثر الأشياء التي سأواظب عليها  وسأسجل بها كل زياراتي لواحتي بل ستصبح هي الواحة الوحيدة لى  التي أفر اليها من صخب الدنيا لأستظل بها وأفرغ حمولة أيامى عليها  , ولكننى  وجدت نفسي ترفض فعل هذا  وتثتثقله  و لا أجد لذلك سبب أو مبرر , هل لأنني أشعر بأنها لحظات أو افكار عابرة لا تستحق التدوين, أم هى كالعادة مشكلتي مع الأستمرارية والألتزام تجاه اغلب الأمور التي اخطط لها , نعم اعترف بهذه العيب في وتمكنه مني فكثيرا ما تحمست للقيام بأشياء عديدة و عقدت  العزم والنية علي اتمامها ولكن بعد فترة لا استطيع الاستمرار والمبررات دائما موجودة والحجج متوفرة , ولكن هذة المرة  كانت اسرع من سابقاتها  لم أقطع شوطا كبيرا فأنا لم ادون غير 3 مرات فقط  وانتابتني فى اوقات كثيرة الرغبة فى الكتابة وكذلك لدي كتابات قديمة كنت انوي نشرها ثم تراجعت أذا فهو الخجل فربما أخشي من عرض أفكاري وأحوالي ومشاركتها مع اخرين , ولكن لم يزر مدونتى الكثير حتي انهم لم يتجاوزو عدد أصابع اليد الواحدة بعد , ربما  كان ذلك هو سبب فتور الحماس أننى لم اجد من يزورنى و يتفاعل معي ويشاركني زياراتى لواحتي , ولكنني لطالما كتبت لنفسيى فقط بل وخبأت هذه الكتابات خوفا من قراءة غيرى لها لدرجة أنني كثيرا ما مزقت ما كتبت حتي لا يحدث ذلك  أذا نعود الي الخجل والخوف من التكشف امام الاخرين أنها الرغبة فى التقوقع داخل شرنقة نفسي والبعد عن العيون التي ربما تراها.
 وفى أحد الأيام وانا بالعمل قررت فجاءة الغاء فكرة المدونة عند عودتي للمنزل نعم سأفتحها وأختار الأمر DELETE BLOG ولن اكرر التجربة مرة اخري , أما عن المفارقة الغريبة فعند عودتي ومحاولتى القيام بذلك فقد وجدت النت مقطوع فقررت التأجيل للغد ولكنيي كلما حاولت وجدته لازال كما هو وعندما سألت من حولي علمت انها مشكلة عامة فى الحي بأكمله وانه عطل من السنترال, وتسألت اهى مصادفة عادية أم هى فرصة للتتراحع عن فكرة الالغاء ؟ لا اعلم ،ولكن ظل  الحال علي ماهو عليه لمدة 25 يوم ووجدتنى استسلم لفكره اعطاء نفسي و مدونتي فرصة أخري  لعل الصدفة السنترالية تكون حافز للاستمرار , ربي اني أسألك العون علي نفسى قبل العون علي الدنيا

هناك 4 تعليقات:

  1. الحمد لله علي الرغبه بالإستمرار لازم نقول ولازم نكتب قد نسمع نفسنا أولا

    ردحذف
  2. الحمد لله علي الرغبه بالإستمرار لازم نقول ولازم نكتب قد نسمع نفسنا أولا

    ردحذف
  3. صح احنا محتاجين نتكلم بصوت عالي ونسمع نفسنا يمكن نقدر نفهمها

    ردحذف
  4. كل كلمه انا حسيتها انا كمان عملت المدونه عشان اشوف فيها نفسي واتكلم فيها عن مشاعر مختلفه مريت به ام لم امر بعد فتره وجدتني اخجل من ان يشار كني غيري في احاسيسي وخواطري ووجدت القله التي ربما زارت مدونتي ايضا صدفه لكني فكرت ماذا لو لم يزرها احد لن يحدث شيء فقررت الاستمرار بان اكتب حتي لو لن يقرأها سواي فهنا اجد نفسي فانا اقول لكي ان تكوني اقوي وتعبري انا اشعر في واحتك بالراحه فليس من الجميل ان تغلقي بابك في وجهي اكتبي حتي لو لم تجدي من يهتم فيكفي انكي تشعرين بالراحه فيا لها من صدفه سعيده

    ردحذف